noreleslam

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
noreleslam

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغوا عنى ولو آية صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم


    خامسا : النية

    صمت الالم
    صمت الالم
    عضو ممتاز
    عضو  ممتاز


    خامسا : النية Empty خامسا : النية

    مُساهمة من طرف صمت الالم الأحد مايو 24, 2009 12:39 pm

    ومن شروط الصلاة النية ، وهي لغة : القصد ، وشرعا : العزم على فعل العبادة تقربا إلى الله تعالى ، ومحلها القلب ، فلا يحتاج إلى التلفظ بها ، بل هو بدعة ، لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ، فينوي بقلبه الصلاة التي يريدها كالظهر والعصر لحديث : إنما الأعمال بالنيات ، وينوي مع تكبيرة الإحرام لتكون النية مقارنة للعبادة ، وإن تقدمت بزمن يسير في الوقت فلا بأس .

    ويشترط أن تستمر النية في جميع الصلاة ، فإن قطعها في أثناء الصلاة بطلت الصلاة ، ويجوز لمن أحرم في صلاة فريضة وهو مأموم أو منفرد أن يقلب صلاته نافلة إذا كان ذلك لغرض صحيح ، مثل أن يحرم منفردا فيريد الصلاة مع الجماعة .

    واعلم أن بعض الناس قد أحدثوا في النية بدعة وتشددا ما أنزل الله بهما من سلطان ، وذلك بأن يقول أحدهم : نويت أن أصلي فرض كذا عدد كذا من الركعات أداء لله خلف هذا الإمام ، ونحو ذلك من الألفاظ ، وهذا شيء لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم ينقل عنه أنه تلفظ بالنية لا سرا ولا جهرا ، ولا أمر بذلك .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " اتفق الأئمة أنه لا يشرع الجهر بها ولا تكريرها ، بل من اعتاده ينبغي تأديبه ، والجاهر بها مستحق للتعزير بعد تعريفه ، لا سيما إذا آذى به أو كرره ... " ، إلى أن قال : " وبعض المتأخرين خرج وجها من مذهب الشافعي في ذلك ، وغلطه جماهير أصحاب الشافعي ، قال الشافعي : إن الصلاة لا بد من النطق في أولها ، فظن الغالط أنه أراد النطق بالنية ، وإنما أراد التكبير " ا هـ كلام الشيخ .

    والتلفظ بالنية كما أنه بدعة فقد يدخل في الرياء أيضا ؛ لأن المطلوب إخلاص العمل لله وإخفاؤه ، إلا ما ورد دليل بإظهاره ، فالذي ينبغي للمسلم أن يكون وقافا عند حدود الشريعة ، عاملا بالسنن ، تاركا للبدع مهما كان نوعها ، وممن كان مصدرها .

    وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، والله تعالى يقول : قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم ، فالله أعلم بنيات القلوب ومقاصدها ، فلا حاجة إلى التلفظ بها في الصلاة وفي جميع العبادات ، والله تعالى أعلم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 10:05 am